الجواهري

هو محمد مهدي ابن الشيخ عبد الحسين الجواهري ،

من أسرة عريقة اشتهرت بالزعامة الدينية من عهد مؤسسها الشيخ محمد حسن صاحب كتاب (جواهر الكلام)

ولد في مدينة النجف الأشرف عام ١٨٩٩ ،المدينة التي كانت تزدحم بالمجالس العلمية والادبية

توفي عام ١٩٩٧م في دمشق ودفن فيها

درس هو في سن السابعة في الكتاتيب في النجف الأشرف

اتجه بعد ذلك. كما يتجه كل افراد أسرته منذ حداثته لدراسة علوم اللغة والمنطق والفقه وأصوله

-كان بيت الجواهري بيت علم وشعر وادب شأنه شأن بيوت كثيرة في النجف انذاك

-فقرأ لكبار الشعراء وحفظ شعرهم وتأثر بهم منذ حداثته

-وقيل انه حفظ ديوان المتنبي كله

-وقسما كبيرا من شعره غيره من مشاهير الشعراء القدماء

-والتقى احب الشعراء إلى. قلبه الشاعر محمد سعيد الحبوبي في بيت أسرته

كان للارث الثقافي وتلك البيئة وعشقه للشعر وتعلقه بالشعراء اثر كبير في تكوين شخصيته الأدبية ونضجه الفني وارتقائه القمة حتى لقب بشاعر العرب الأكبر من دون منازع وكذلك لقب بنهر العراق الثالث

يرى النقاد ان الجواهري اكبر شاعر صوّرَ حياة العراق السياسية المضطربة في شعره منذ حقبة العشرينات من القرن الماضي

قد تميز شعره بالجد في الموقف ،والانسياب العاطفي القوي -

،فالتدفق العاطفي في شعره يعطيه قوة إيقاعية ذات توتر يناسب نوع الاندفاعات الغاضبة التي تميز شعره -

ولغته الشعرية غنية يختارها بعناية-

فهو يمتلك ثراء لغوي يصعب الإلمام بمصادره جميعا مما أتاح له مجال الاختيار المناسب للمفردة وتوظيفها بعفوية في- النص من غير تكلف أو اقحام

يرى النقاد ان الجواهري اكبر شاعر صوّرَ حياة العراق السياسية المضطربة في شعره منذ حقبة العشرينات من القرن الماضي

قد تميز شعره بالجد في الموقف ،والانسياب العاطفي القوي -

،فالتدفق العاطفي في شعره يعطيه قوة إيقاعية ذات توتر يناسب نوع الاندفاعات الغاضبة التي تميز شعره -

ولغته الشعرية غنية يختارها بعناية-

فهو يمتلك ثراء لغوي يصعب الإلمام بمصادره جميعا مما أتاح له مجال الاختيار المناسب للمفردة وتوظيفها بعفوية في- النص من غير تكلف أو اقحام

اختيرت من قصيدة (آمنت بالحسين)ألقاها عام ١٩٤٧م

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع)

قصيدة (آمنت بالحسين) من أروع ماقيل في الإمام الحسين (ع) على الطريقة الفكرية الحديثة،فقد عمد الجواهري في القصيدة هذه الى إظهار فلسفة النهضة الحسينية وأهدافها وابعادها وثمراتها

يعلن الجواهري فيها إمكانية القارى من صنع المعنى منذ بدء القصيدة

فيقوم بإيجاز مبدع عبر حذف المبتدأ لينفتح مجال التأويل ،ويبدأ التساؤل بمن افتدى الشاعر الضريح الذي تنور بنور الحسين(ع)،وتعطر بطيبه حتى غدا اعبق من نفحات الجنان ؟اهو الشاعر نفسه ،فيكون التقدير (نا فداء) أم غيره؟

ثم يتوالى الحذف في مطلع القصيدة ،إذ يركب الشاعر صورة بحذف الفعل مُبقيا على مصدره (المفعول المطلق)(رعيا ،سقيا،حزنا ،صونا )

مؤكدا الخبر

من البيت الاول الى البيت الخامس

قام الشاعر بإيجاز مبدع إذ حذف المبتدأ لينفتح مجال التأويل،ويبدأ التساؤل بمن افتدى الشاعر الضريح الذي تنور بنور الحسين (عليه السلام)،وتعطر بعطره حتى غدا اعبق من نفحات الجنان؟اهو نفسه الظاهر فيكون التقدير (أنا افتدي)أم غيره

ثم يتوالى الشاعر الحذف في مطلع القصيدة ،اذ يركب بصورة حذف الفعل مُبقيا على مصدره(المفعول المطلق)(رعيا،سقيا،حزنا،صونا)

مؤكدا الخبر

فداء لمثواك الى بما انت تأباه من مبدع

إذ كان استعمال الصيغ التراثية (رعيا وسقيا)قارا في الموروث اللغوي

،فقد أخرجها الجواهري من نمطياتها إلى قضاء الإبداع ،إذ نقل (رعيا)من دلالتها المادية إلى الدلالة المعنوية المتمثلة باستيعاب المفاهيم المستوحاة من ملحمة الطف الخالدة والقيم الإنسانية التي تمضخت عن موقف التضحية والفداء والإيثار

،وقد وظف لهذا النقل الاستعارة

،وأما سقيا،فمن السقيا وهي دعاء المحبين لنزول الماء ذلك الذي حُرم منه سبط رسول الله (ص) ،

واما (حزنا،وصونا) فقد جاءا توكيدا للتمسك بنهجه النير في مواجهة الطغيان والحفظ على قيم العدل والحرية

بانتقال ذكي من أسلوب الخبر إلى الخطاب المباشر عبر أسلوب النداء يفصح الشاعر عما قدمه في مطلع القصيدة،فالحسين (عليه السلام )وتر لن تجد الدنيا بمثله ولن تجود ،(وعظة الطامحين العظام)لأولئك (اللاهين عن غدهم)وهو المتعالي على الظالمين والطغاة ومفزعهم

نعم،وظف مكان قبر الحسين(عليه السلام)فهو ملاذ تفزع اليه النفوس الباحثة على الطمأنينة والسلام والتحدي

كان بيت الجواهري …التقى احب الشعراء (محمد سعيد الحبوبي )في بيت اسرته

لان بيت الجواهري كان بيت علم وشعر وادب شأنه شأن بيوت كثيرة في النجف انذاك

يعود الجواهري في قصيدته بمشاعر انسانية دافقة مستدعياً المكان لتقديس الصمود والثبات ،فمن الارض التي ضمت الجسد الطاهر ينبعث نسيم العزة والكرامة والإباء،فيشمه من اراد الحرية

وفي ثراها يعفر خده من يريد الثبات